روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | التعليم.. وحجاب المرأة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > التعليم.. وحجاب المرأة


  التعليم.. وحجاب المرأة
     عدد مرات المشاهدة: 3024        عدد مرات الإرسال: 0

يعرف المنهج الدراسي في الأدب التربوي على انه مجموعة من الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة لطلابها في داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل والمتكامل وتعديل سلوكهم وتحقيق تفاعلهم الايجابي مع مجتمعهم.

ويعتبر هو الأداة التي توظفها الدول لتحقيق أهدافها المنشودة في إعداد الأجيال للحياة إعداداً متكاملاً في جميع الجوانب، ولذا فإن الدول تبني مناهجها الدراسية على أسس عقدية - أو فلسفية - واجتماعية ونفسية ومعرفية.

وغالباً ما يكتب النجاح أو الفشل للمنهج الدراسي بمقدار مراعاة المخططين للمناهج لهذه الأسس أثناء عملية التخطيط، لذا يبذل القائمون على تخطيط وبناء وتطوير المناهج جهوداً كبيرة في سبيل مراعاة هذه الأسس عند تصميم مناهج جديدة أو تقويم مناهج حالية لتطويرها نحو الأفضل.

وهناك عدة تقسيمات للمناهج الدراسية، منها: المنهج المخطط، والرسمي، والمنفذ، والمنجز، والخفي. والمنهج الرسمي هو المنهج المعلن الذي تتبناه الدولة وتقره في مدارسها، ويعد بتكليف منها وهو أداتها الرئيسة في تربية وتعليم أبنائها.

 وقد سعى القائمون على المناهج الدراسية في بلادنا الرشيدة على تخطيطها وبنائها وتطويرها وفق عدة مصادر أهمها: الإسلام ومصادره التشريعية، ووثيقة سياسة التعليم في المملكة، والأسس والاتجاهات التربوية الحديثة، وحاجات المتعلمين وخصائص نموهم، وحاجات المجتمع وتطلعاته المستقبلية، والمستجدات في كل تخصص من التخصصات الدراسية.

وفي جريدتنا "الرياض" كتبت مقالات ونشرت ردود عن حكم من أحكام شريعتنا الإسلامية وهو حكم تغطية المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب، وانطلاقاً من أن المناهج الدراسية تتبناها الدولة وأقرتها في مدارسها وهي أداتها في التربية والتعليم، قلت: ماذا في مناهجنا الدراسية التي يدرسها طلابنا وطالبتنا - أكثر فئة في المجتمع - عن هذا الحكم الشرعي؟

وبالرجوع إلى أحد مقررات المناهج الدراسية الرسمية التي أقرتها دولتنا الرشيدة كان من ضمن محتوى مقرر الحديث والثقافة الإسلامية للصف الثالث الثانوي - بنات، طبعة (1426- 1427هـ) موضوعاً بعنوان: "الحجاب" من ص 46- ص 55، ومما جاء فيه: "ولنعلم جميعاً أن حجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب، دل على وجوبه كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

والاعتبار الصحيح والقياس المطرد"، ثم ذكر في المقرر تلك الأدلة، وزاد المقرر الحكم توضيحاً وسعى إلى تنمية عدد من المواهب لدى الطالبات بذكر أدلة المبيحين لكشف الوجه والرد على هذه الأدلة، ثم تنبيهات وأحكام متعلقة بالحجاب.

ولن أتناول الحكم الشرعي لكشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب، لأن للعلم الشرعي رجاله الذين يجب الرجوع إليهم في مسائله، وقد بينوا الحكم فيه بالأدلة الشرعية.

 ولكن من أخطر القضايا التربوية التي يتعرض لها طلابنا وطالباتنا الانفصام بين ما يتعلمونه في المدرسة وبين الواقع الحياتي الذي يعيشونه، فيتعلمون في المنهج الدراسي الرسمي مثلاً: التدخين حرام، ولكنهم يشاهدون أن من بين أفراد المجتمع - وقد يكون قدوات لهم - من يتعاطه، وتزداد خطورة الانفصام عندما يقرأون أو يسمعون عبر وسائل إعلامية مختلفة من يقول إن ذلك المحرم جائز تعاطيه.

عند ذلك تبدأ تتزعزع ثقة طلابنا وطالباتنا بمدارسهم ومعلميهم ومعلماتهم وبالمناهج التي يدرسونها، وقد تنزع الثقة نهائياً تصبح ثمرة ونتيجة تلك التربية وذلك التعليم ولمدة (12) عاماً مجرد الحصول على شهادة تخرج من المرحلة الثانوية للحصول على قبول في دراسات جامعية أو الالتحاق بوظيفة بغرض الكسب المادي.

نعم توجد هناك مسائل خلافية في بعض الأحكام الشرعية، ولكن عندما يترجح عند علماء بلد الأخذ بقول من هذه الأقوال ويجتمع عليه أغلب أهله ومناهجه الدراسية الرسمية التي أقرها ولاته، لماذا تثار الاختلافات عبر الوسائل الإعلامية، ويتكلم ويصدر الأحكام فيها حتى المجهول؟..

 وعلى افتراض أن ذلك المجهول اجتمعت فيه صفات المجتهد اجتهد فله العمل بما ترجح لديه من الأقوال، ولكن ليس من الاجتهاد والفقه أن نزعزع ثقة عامة الناس بعلمائهم والطلاب بمناهج دولتهم من خلال نشر اختلافات واجتهادات وتخطئة أعلام ورموز اجتمعت الأمة في هذه البلاد على قبولها والعمل بمنقولها.

 أخيراً:

كبار علماء بلادنا أفتوا بوجوب تغطية المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب، ومناهجنا الدراسية الرسمية تقول: حجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب، وعامة أهل البلاد يعملون بهذا الحكم، فدعوا عنا التعالم ونشر الاختلاف فنحن أحوج ما نكون إلى أن نجتمع فالاجتماع رحمة.

الكاتب: د. حمد بن عبد الله القميزي

 المصدر: موقع المستشار